السيدة عائشة رضي الله عنها كانت للسّيدة عائشة رضي الله عنها مكانة عظيمة في قلب النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فقد أحبّها حبًا كبيرًا، وخصّها بأمورٍ لم يخصّ بها غيرها من نساء المؤمنين، وقد بيّن عليه الصّلاة والسّلام فضلها في الحديث الشّريف حينما قال: (فضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ)، فما هي صفات السّيدة عائشة رضي الله عنها التي جعلتها تتبوّأ تلك المكانة والمنزلة من رسول الله؟
صفات السيدة عائشة رضي الله عنها - العفّة والطّهارة، فقد كانت السّيدة عائشة رضي الله طاهرةً عفيفة كغيرها من نساء النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ولكنّها تميّزت من بينهنّ بأنّ الله سبحانه وتعالى قد نزّل فيها آياتٍ في سورة النور تُتلى إلى يوم القيامة تبيّن براءتها من الإفكّ الذي نُسب إليها، وتؤكّد طهارتها وعفّتها.
- الصّبر وقوّة اليقين بالله تعالى، فعلى الرّغم من أنّ السّيدة عائشة رضي الله عنها قد تعرّضت لاتهامٍ في عرضها ولبهتانٍ عظيم، إلاّ أنّ ذلك لم يزدها إلى يقينًا بالله تعالى وأنّه سوف يبرّؤها ممّا تكلّم به المنافقون والمرجفون، كما أنّ هذه الحادثة دلّت على شدّة صبر السيدة عائشة حيث بقيت ما يقارب الشهر وهي صابرة على هذه المحنة الشّديدة ولسان حالها ومقالها يردّد: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).
- العلم والفقه بالدّين، فقد شهد كثيرٌ من الصّحابة بعلم السّيدة عائشة رضي الله عنها، فقيل إنّ ربع علوم الشّريعة جاءت منها، كما روت رضي الله عنها ما يقارب من ألفي حديث عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد كانت مرجعًا للصّحابة رضوان الله عليهم فيما أشكل عليهم من أمور الفقه والشّريعة، كما كانت تُستشار في كثيرٍ من أمور الدّنيا والدّين.
- الغيرة على الزّوج، فقد اشتهرت رضي الله عنها بغيرتها الشّديدة على النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد دفعتها إلى ذلك محبتها الشديدة للنبي الكريم، ومن الأمثلة على غيرتها يوم أهدت إحدى زوجات النّبي إليه طبقًا من طعامٍ في بيتها، فأمسكته ورمته على الأرض، فلم يزد الرسول الكريم إلاّ أن قال متبسمًا غارت أمّكم.
- البذل والتّضحية، فقد شاركت رضي الله عنها مع كثيرٍ من نساء المؤمنين في إسعاف جرحى المعارك الإسلاميّة وتضميد جراحهم.
- العطاء والكرم، فلقد عُرفت رضي الله عنها بكثرة الإنفاق في سبيل الله، حتّى إنّها كانت تطيّب الدراهم قبل بذلها؛ لإيمانها بأنّ الصّدقة تقع في يد الله قبل وقوعها في يد المحتاج.